سورة ق - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ق)


        


{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)}
{والنخل} عطف على {جنات} [ق: 9] وهي اسم جنس تؤنث وتذكر وتجمع، وتخصيصها بالذكر مع اندراجها في الجنات لبيان فضلها على سائر الأشجار، وتوسيط الحب بينهما لتأكيد استقلالها وامتيازها عن البقية مع ما فيه من مراعاة الفواصل {باسقات} أي طوالًا أو حوامل من أبسقت الشاة إذا حملت فيكون على هذا من أفعل فهو فاعل، والقياس مفعل فهو من النوادر كالطوائح واللواقح في أخوات لها شاذة ويافع من أيفع وباقل من أبقل، ونصبه على أنه حال مقدرة. وروى قطبة بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {باصقات} بالصاد وهي لغة لبني العنبر يبدلون من السين صادًا إذا وليتها أو فصل بحرف أو حرفين خاء معجمة أو عين مهملة أو طاء كذلك أو قاف {باسقات لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ} منضود بعضه فوق بعض، والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من مادة الثمر، والجملة حال من النخل كباسقات بطريق الترادف أو من ضميرها في {باسقات} على التداخل، وجوز أن يكون الحال هو الجار والمجرور و{طَلْعٌ} مرتفع به على الفاعلية، وقوله تعالى:


{رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)}
{رّزْقًا لّلْعِبَادِ} أي ليرزقهم علة لقوله تعالى: {فَأَنبَتْنَا} [ق: 9] وفي تعليله بذلك بعد تعليل {أَنبَتْنَا} [ق: 7] الأول بالتبصير والتذكير تنبيه على أن اللائق بالعبد أن يكون انتفاعه بذلك من حيث التذكر والاستبصار أقدم وأهم من تمتعه به من حيث الرزق، وجوز أن يكون {رِزْقًا} مصدرًا من معنى {أَنبَتْنَا} لأن الإنبات رزق فهو من قبيل قعدت جلوسًا، وأن يكون حالًا عنى مرزوقًا {وَأَحْيَيْنَا بِهِ} أي بذلك الماء {بَلْدَةً مَّيْتًا} أرضًا جدبة لا نماء فيها بأن جعلناها بحيث ربت وأنبتت وتذكير {مَيْتًا} لأن البلدة عنى البلد والمكان، وقرأ أبو جعفر. وخالد {مَيْتًا} بالتثقيل {كذلك الخروج} جملة قدم فيها الخبر للقصد إلى القصر وذلك إشارة إلى الحياة المستفادة من الاحياء، وما فيه من معنى البعد إشعار ببعد الرتبة أي مثل تلك الحياة البديعة حياتكم بالبعث من القبور لا كشيء مخالف لها، وفي التعبير عن إخراج النبات من الأرض بالإحياء وعن إحياء الموتى بالخروج تفخيم لشأن الإنبات وتهوين لأمر البعث وتحقيق للماثلة بين إخراج النبات وإحياء الموتى لتوضيح منهاج القياس وتقريبه إلى إفهام الناس، وجوز أن يكون الكاف في محل رفع على الابتداء و{الخروج} خبر، ونقل عن الزمخشري أنه قال: {كذلك} الخبر وهو الظاهر، ولكونه مبتدأ وجه وهو أن يقال: ذلك الخروج مبتدأ وخبر على نحو أبو يوسف أبو حنيفة، والكاف واقع موقع مثل في قولك: مثل زيد أخوك ولا يخفى أنه تكلف.


{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)}
وقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ} إلى آخره استئناف وارد لتقرير حقية البعث ببيان اتفاق كافة الرسل عليهم الصلاة والسلام عليها وتكذيب منكريها، وفي ذلك أيضًا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتهديد للكفرة {وأصحاب الرس} هو البئر التي لم تبن، وقيل: هو واد وأصحابه قيل: هم ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام، وقيل: قوم حنظلة بن صفوان {وَثَمُودُ}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8